تقييم مهارات الطفل وتكوين المربي

IMG 2077

🧩 تقييم مهارات الأطفال وأهمية تكوين المربين والمربيات في مرحلة التعليم الأولي

يُعدّ تقييم مهارات الأطفال في مرحلة التعليم الأولي خطوة أساسية لضمان نموٍّ متكامل ومتوازن لدى الناشئة. فالتقويم ليس مجرد وسيلة لقياس مستوى الطفل أو إصدار أحكام على قدراته، بل هو أداة تربوية دقيقة تهدف إلى فهم مسار تطوره الذهني والحركي والعاطفي والاجتماعي.
ومن خلال هذه العملية، يستطيع المربي(ة) اكتشاف ميولات الطفل واحتياجاته الخاصة، وتحديد المجالات التي تستوجب الدعم أو التحفيز، مما يجعل التقويم دعامة لتجويد الممارسات التربوية لا مجرد إجراء إداري أو تقني.

لكن فعالية هذه المرحلة الحساسة لا تتحقق إلا بوجود مربين ومربيات مؤهلين يمتلكون رؤية بيداغوجية متكاملة، وفهماً عميقاً لخصائص النمو النفسي والمعرفي للطفل. فالتقويم الجيد لا ينفصل عن التكوين الجيد، لأن من يُقيِّم الطفل يحتاج أولاً إلى تكوين يمكنه من الملاحظة العلمية، والتحليل الموضوعي، والتفاعل التربوي الهادئ مع الفوارق الفردية بين الأطفال.

🔹 التقويم كمدخل لفهم الطفل

مجالات تطور الطفل متعددة ومتشابكة، تمتد من النمو الحركي واللغوي إلى الجوانب الاجتماعية والعاطفية. لذلك، فإن التقويم ينبغي أن يُبنى على الملاحظة المستمرة في فضاءات اللعب والتفاعل، وعلى أنشطة واقعية تمكّن من قياس الأداء الطبيعي للطفل في مواقف الحياة اليومية داخل القسم.
كما يجب أن يُستعمل التقويم كأداة لتوجيه التعلم لا لتصنيف المتعلمين، فكل طفل له إيقاعه الخاص في النمو والتعلم، والمطلوب هو مرافقة هذا الإيقاع وليس مقارنته بغيره.

🔹 أهمية تكوين المربين والمربيات

التكوين المستمر للمربين والمربيات يشكل حجر الزاوية في بناء منظومة تقويم فعّالة. إذ لا يمكن إنجاح هذه المهمة دون تمكينهم من معارف نظرية دقيقة في مجالات سيكولوجيا الطفل، والتربية الشمولية، والتقويم التربوي.
كما أن الورشات التطبيقية والمصاحبة الميدانية تساعدهم على تحويل تلك المعارف إلى ممارسات ملموسة داخل الأقسام، عبر تطوير مهارات الملاحظة، وصياغة شبكات للتتبع، واستعمال أدوات بسيطة وفعّالة لتقويم المهارات اللغوية والحركية والاجتماعية.

ومن هنا، يصبح المربي(ة) ليس فقط ناقلاً للمعرفة، بل فاعلاً تربوياً يُسهم في بناء شخصية الطفل وتطوير قدراته الذاتية. فالتكوين الجيد يُنتج تقويماً دقيقاً، والتقويم الجيد يُنتج تعلّماً فعّالاً، وهي علاقة تكاملية تشكل جوهر جودة التعليم الأولي.

🔹 نحو ثقافة تربوية جديدة

إن بناء ثقافة تقويمية واعية داخل فضاءات التعليم الأولي يتطلب الاستثمار في تكوين المربين والمربيات، وتزويدهم بأدوات حديثة للملاحظة والتحليل، وتمكينهم من تبادل الخبرات ضمن مجتمعات تعلم مهنية.
فبهذا المسار فقط يمكن ضمان تعليم أولي ذي جودة، يُراعي خصوصية كل طفل، ويُسهم في تأسيس جيل قادر على التعلم مدى الحياة.

✍️ إعداد: ندى العدناني
📍 موقع التعليم الأولي – المغرب
🗓️ أكتوبر 2023

اترك رد

اترك رد

Review Your Cart
0
Add Coupon Code
Subtotal

 

Notice: ob_end_flush(): Failed to send buffer of zlib output compression (0) in /home/prescola/public_html/wp-includes/functions.php on line 5471